لماذا إبستيمولوجيات الجنوب؟ مسارات بديعة لآفاق مبتكرة

الملخص

تهم إبستيمولوجيات الجنوب أشكال المعرفة التي تتمخض عن النضالات الاجتماعية والسياسية المرتبطة بالمجتمعات التي عانت بشكل ممنهج من العنف الذي تسببت فيه الرأسمالية والاستعمار والسلطة الأبوية. يجادل بوافينتورا دي سوزا سانتوس أن الجنوب الإبستيمولوجي المناهض للإمبريالية الغربية تؤثثه العديد من أصوات المقاومة تشترك في كونها ولدت من رحم النضالات ضد الرأسمالية والاستعمار والسلطة الأبوية. من وجهة نظر سانتوس، أسهمت إبستيمولوجيات الشمال العالمي في تحويل المعرفة العلمية إلى وسيلة للهيمنة تمثل العالم على أنه ملك للفرد له مقدرة على تطويعه وفقًا لاحتياجاته وتطلعاته. وبهذا، مكنت المعرفة العلمية في الشمال العالمي، إلى جانب قوته الاقتصادية والعسكرية المتفوقة، من السيطرة على العالم منذ بداية العصر الحديث إلى يومنا هذا. في مقابل هذا، تدعونا إبستيمولوجيات الجنوب إلى تغيير جغرافية التفكير تجاه معارف الجنوب العالمي سعيا منها إلى فك الارتباط بسياسات المعرفة المتمركزة غربيا والاحتفاء بالتعددية الكونية وثراء التجارب الإنسانية. تراهن إبستيمولوجيات الجنوب على مفهوم سوسيولوجيا الغياب، أي تحويل الموضوعات الغائبة إلى مواضيع حاضرة كشرط أساسي لتحديد المعرفة التي يمكن أن تُعيد ابتكار آليات التحرر الاجتماعي (Santos 2014). يؤكد سانتوس أن معارف الجنوب تتطلع إلى أنطولوجيات أخرى، تكشف عن أشكال مختلفة من المعرفة، خاصة بالشعوب المهمشة والصامتة، الشعوب التي تم اقصاؤها من الأنماط السائدة للوجود والمعرفة.